"BEYOND NORMAL" ABSTRACTS

THE FIRST LINES OF ALL PUBLISHED "BEYOND NORMAL" POSTS, ALLOW EASY BROWSING OF THE WHOLE BLOG.

1:: 1::

الأحد، يناير ٠٩، ٢٠٠٥

مذبحة القلعة الثانية

مذبحة القلعة* الثانية
سيناريو من الخيال المُستقبليّ

تنويه واجب: (التنويه التالي بديهيّ، وللأسف صار ضروريّاً ومألوفاً في ساحات الإبداع قصصاً وأفلاماً): هذا السيناريو من الخيال المستقبليّ، وأيّ تشابه بين القصّة وبين أحداث ستقع في المُستقبل سيكون مُصادَفةً بحتة فلا هو ادّعاء للتنبّؤ ولا هو تآمر من كاتب السطور،لذا وجب التنويه.

يدخل "حاء" عالم البلوجة.
حاء مدوِّنٌ فوق العادة. لديه معلومات غزيرة وجرأة سياسيّة يُحسد عليها. حاء ينتقد جميع السادة الوزراء ورؤساء الوزراء، بل أكثر من ذلك، ينشر نقداً موضوعيّاً تفصيليّاً للسيّد الرئيس شخصيّاً.
لماذا يا حاء؟ تساءل المدوّنون الآخرون؟ دعنا من السياسة العُليا، نحنُ نحبّ النشر عن الصحافة والفكر وآخر الوجبات الدسمة.
حاء يجيب بعنتريّة: إنّنا المستقبل. المستقبل للتدوين. سوف تُكتب أسماؤنا (المُستعارة؟) في سجلّ تاريخ الوطن جنباً إلى جنب مع مصطفى كامل وسعد زغلول وعبد الناصر ومحمود الخطيب. سوف تفوق شهرتنا شهرة الصحفيين، وسوف يعرف أبناء القرن القادم ماذا فعل المبلوجون من أجل الوطن.
ـ

مالكُم وما للناس؟

أقرأ مقالاً جيّداً * في موقع "إسلام أونلاين" على الإنترنت، يناقش سؤالاً لشاب حول ضعفه أمام بعض الصَُوَر العارية المثيرة للغرائز التي يبُثُّها العديد من مواقع الإنترنت. سؤال صادق يعبّر عن صراع إنسانيّ طبيعيّ. سرّ جودة المقال أنّه لا يدين السائل ولا يكبُته أو يعنّفه، بل يقرّ بصعوبة مقاومة تلك المواقع إلخ، ويقترح اقتراحات عمليّة جيّدة فعلاً (تدل على خبرة وتفهّم للكاتب)، ولايقتصر على مجرّد تقديم حلول نظريّة تعجيزيّة.
ما لا أفهمُه هو أنّ الكاتب المسلم الذي يردّ على السائل المسلم ينتهز الفُرصة لانتقاد المسيحيّة واليهوديّة**(هكذا! في عبوّة واحدة يجمع المذاهب والتيّارات المتعددة في تلكما الديانتين القديمَتَيْن) بسبب نظرتهما السلبيّة للجسد والجنس على عكس الإسلام المُعتَدِل الذي-بحسب رؤية الكاتب-لا يرى صراعاً بَيْنَ الجسد والروح بل يقدّم رؤية شاملة.
ـ

النظريّة والتَطبيق

صفحة من كِتاب لم يُكتَب:
الخلل في التطبيق والخلل في النظريّة

الموضوع: المسيحيّة والصليبيّة: رؤية نقديّة
المتحدّث: قسّ مسيحيّ
خلاصة الفكرة: رغم تعاليم المسيحيّة الواضِحة في التسامُح ومُعاداة الحَرب وعدم ترجّي ممالك أرضيّة بل سماويّة، وقعت الكنيسة في خطأ الحروب الصليبيّة على الشرق. هذا بالطبع كان خطأً اعترفت به الكنيسة الكاثوليكيّة الحديثة.
الخلل في التطبيق لا يعني الخلل في النظريّة

الموضوع: انحرافات الخلفاء بين الحقيقة والادّعاء
المتحدّث: داعية مُسلم

السبت، يناير ٠٨، ٢٠٠٥

الخيرُ في النّاسِ

الخيرُ في النّاسِ مصنوعٌ إذا جُبِروا
والشرُّ في الناسِ لا يفنى وإن قُبِروا
وأكثرُ النّــاسِ آلاتٌ تُحرِّكُهـــا
أصابِعُ الدّهرِ يَوْماً ثم تنكسِرُ
ـ(من "المواكِب" لجُبران خليل جبران)ـ

أعشق "جُبران"...
إنّه من الكُتّاب الذين وصلوا لأعلى مستويات الحِكمة والعُمق التي رأيتُها. وأعدُّ قصيدَتُه "المواكِب"-ومطلعُُها مُقتبس أعلاه-مَلحمةًَ حقيقيّة في وصف الحياة وما بها. ألا يقول البيت الأخير في مقطع القصيدة الأوّل:
فأفضلُ النّاسِ قِطعانٌ يسيرُ بها
صوتُ الرُعاةِ، ومَنْ لَمْ يمشِ يَندَثِرُ

وهذا خير تعبير عن حالة الهَرْوَلة المُزمِنة التي تمارسها القطعان البشريّة وتجعل عالمنا في حالة "طبيعيّة" (ضدّ سياسة هذه المدوّنة البَعْد-طبيعيّة!).
الأمر الوحيد الذي لا أستطيع أن أتّفق فيه مع مواكب جُبران هو زعمه أنّ "الخيرَ في الناس مصنوعٌ إذا جُبِروا". هي نظرة سَوداويّة قد يريحني اتّباعُها لكي أقول "مافيش فايدة. ملعونةٌ الدُنيا؛ فلأتركْ متاعَها ومتاعِبَها ولأهتمّْ بنفسي". لولا أنّ قلبي يقول لي غير ذلك.
ـ


الأحد، يناير ٠٢، ٢٠٠٥

بشاير يناير


كما نوّهتُ، قمتُ بعمل تعديلات وتحسينات في المدوّنة وهيكلها (العظميّ)، الهدف منها تسهيل التصفّح للزوّار (خاصّةً الجُدُد منهم)، وكذلك تحسين طريقة أرشفة/فهرسة المكاتيب. قد يبدو للقارئ المُداوِم أنّ التغييرات طفيفة، لكنّها استغرقت منّي قُرابة العشرين ساعة على يَوْمَين! السبب في ذلك ليس جهلي بوسائل التكويد فحسب، بل لأنّ معظم ما عملت به كان "بِنيةً" تحتيّة للمدوّنة؛ فقد أنشأتُ مدوّنةً موازية احتياطيّة (باك أپ أو إستبن) لتلافي الكوارث، ومدوّنةً مختصرة سَهْلة التصفُّح، وثالثةً للفهرسة والأرشفة، ورابعةً للروابط، و خامسة ً للهوامش، ومدّونة أخيرة لتحوي هذه النوعيّة من المُلاحَظات (فيما بعد سأقصر الملاحظات بشأن التدوين عليها)!! كلّ هذا أعطاني أيضاً فُرصة لإعادة تصفّح ما كتبت وتصويب بعض الأخطاء، وإلغاء بعض ما لم يعُد لهُ معنى.

لم تكُن هذه "بشاير يناير" الوحيدة:
ـ

الخميس، ديسمبر ٣٠، ٢٠٠٤

آخر كلمة في ٢٠٠٤: لا أعرف اسمي ! ـ

عندما بدأت هذه المدوّنة لم أكن أعلم ما حدود ما يمكنني أن أفعله باللغة العربيّة.
وحيث أنّ عنوان المدوّنة على الشبكة يجب أن يكون بالأحرف اللاتينيّة، فقد عبّرت عن اسم مدوّنتي بـ
Beyond Normal
واليوم، ومع تحسينات يناير، أتردّد كثيراً قبل نقل هذا العنوان إلى العربيّة...

تعجبني الأسماء الكثيرة التي أعطيت لي في المدوّنات الأخرى لدرجة أنّني أريد جمعها جميعاً في كلمة واحدة! ـ

أكمل القراءة هُنا

طاسة.. أمّك رقّاصة

ـ قول طاسة
ـ طاسة
ـ أمّك رقّاصة.. ها ها ها ها

لعب عيال؟

ترنّ هذه الكلمات وغيرها من مخزون الماضي السحيق ويتردّد صداها في تجاويف دهاليز ذاكرتي المتشابكة. ويأتي هذا الرنين وذاك الصدى استجابةً لانشغالي بالقضيّة المزمنة التي تتبلور حول نواتها هذه المدوّنة: قضيّة الغوغائيّة والفوضى وهرولة البشر إلى التحزّب والتعصّب والقساوة بدلاً من تأنّيهم وتحلّيهم بالعقل والحكمة وسعة الصدر ورقّة القلب. ـ


أكمل القراءة هُنا

الأربعاء، ديسمبر ٢٩، ٢٠٠٤

من أوّل يناير

توطئة
ـ"هابطّل سجاير
وأكون إنسان جديد
من أوّل يناير
خلاص هاشيل حديد"ـ

لا أعرف لماذا اختار مدوّن (أو مُدَندِن) كلِمات أغاني(أو مواويل) شعبان عبد الرحيم هذا التسلسُل الغريب لأبياته (أو مرتجلاته)
لو كُنت مكانه لكتبت العام قبل الخاص، والقاعدة قبل التطبيق، والقرار قبل تفصيله، فيصير:

من أوّل يناير
هاكون إنسان جديد:
هابطّل سجاير
وكمان هاشيل حديد
علي العموم لستُ مكان هذا الكاتب، وليس هو مكاني. ولكنّني كعادتي، أحبّ إفساد عناوين مكاتيبي بشرح مصادرها، ولهذا كتبت ما سبق. إنّ في هذا لمزيج من الثرثرة والرغبة في الخلود (لن أشرح هذه).
ـ

تحسينات
لأدخلنّ إلى الموضوع إذن... ـ

أكمل القراءة هُنا

الأربعاء، ديسمبر ١٥، ٢٠٠٤

تسلّل! أوفسايد

عندما يتسلل لاعب كرة القدم خلف صفوف المدافعين بلا كرة، لا يُمكِن أن يُمرِّر زملاؤه الكرة له وإلا احتسب عليه خطأ (أوفسايد).
هل لاحظتم جميعاً أنّه أثناء انشغال الصحفيّين والمدوّنين المصريّين بقضيّة السيّدة وفاء وغضبة الأقباط والغضبة المضادّة، ثم بالمظاهرة الأولى من نوعها ضدّ فترة خامسة لحاكم مصريّ، والتّي عدّها البعض مسرحيّة، تم تمرير قرار في الصحافة تحت أنوف اليسار واليمين.
"اتّفاقّية تجاريّة مع الولايات المتّحدة وإسرائيل لإنقاذ القطن المصري" ـ


أكمل القراءة هُنا

الأحد، ديسمبر ١٢، ٢٠٠٤

راء ميم: بلوجٌّ جديد

صارت كلمة بلوجّ الآن أقلّ الكلمات تفضيلاً للمبلوجين باللغة العربيّة. فبينما فكّرنا-منذ زمن-في استخدام كلماتٍ كـ "سِجِل إلكترونيّ" أو "يوميّات" أو "مكاتيب"، جاء التعبير الأحدث والأقوى حتّى الآن "مدَوَّنة". لا أعرِف بالطبع من استخدم المصطلح لأوّل مرّة على الشبكة العنكبوتيّة مجهولة البداية والنهاية، لكنّني شخصيّاً قرأتُه لأوّل مرّة عند عُمر العربي ثم وجدتُه يغمُر الشبكة بَيْنَ عشيّةٍ وضحاها.

يا لثرثرتي! قضيتُ كلّ هذا لأقول لكم أنّ مُدوَّنةً جديدة قد خرجت إلى النور، وهي مدوّنةٌ ليست ككلّ المدوّنات: اسمُها راء وميم أو ميم وراء. الحرفان الأوّلان من اسمَيْ محرِّرَيْها المُؤَسِّسَّيْن.
ميمٌ وراءٌ، راءٌ وميم؟ حرفان لا يلتقيان إلاّ في "المرّ" والـ"رميم"،الـ"رمّ" والترميم.
راء وميم سيلتقيان في سين وجيم؛ يتساءلان ويجيبان عن المُكَوِّنَيْن الدينيَّيْن للأمّة المصريّ. ـ

أكمل القراءة هُنا

ماذا حدث في "أبو المطامير"؟ ١-قراءة هادئة لأخبار صاخِبة

سؤِلتُ-وسأَلتُ نَفسي-عن سرّ صمتي إزاء الأحداث الأخيرة في مصر، رغم أنّها تقع في صميم ما أكتُب عنه. ألم أبدأ هذه المُدوَّنة مُعَلِّقاً على مُظاهَرة لبعض أقباط مصر الغاضبين إثر عرض فيلم "باحِبّ السيما"؟ الأخبار الأخيرة كانت فُرصة إذن لمُبَلوِج مثلي كي يصطاد في المياه العكِرة وأوَكِّد إحدى الأفكار المفضّلة لدي: عن الغضب والإثارة وتحريك الجموع البشريّة.
لكنّني -كغيري- لم أكُن أفهم شيئاً.
وبينما تبادلتُ بضعة تعليقات مع مُبَلوِجين مصريّين نشروا عن مظاهرات الأقباط (مثل محمّد، والفرعون الكبير، وحلمي) إلاّ أنّني لم أجِد ما أكتُبه، في ظلّ تعتيم إعلاميّ و تخبّط في الروايات المُتَواتِرة.
كنت أنتظر أن أعرف أيّ شيء يمكن أن أكتبه واثقاً في عدم كونه مغرضاً أو ملفّقاً، وكُنتُ أحاول أن أفهم. فليس المشكل في هذه الحالة هو الفهم العميق وسبر الغور فحسب، بل السؤال -للأسف- أبسط من هذا بكثير: ماذا حدث أصلاًً؟ ماذا حدث في "أبو المطامير"؟ ماذا حدث المنيا في أسيوط؟ وكيف انتقل كلّ ذلك إلى العبّاسيّة؟


أكمل القراءة هُنا

الأربعاء، ديسمبر ٠٨، ٢٠٠٤

ـ"في ذلك اليوم"ـ قصّة

في ذلك اليوم رغبتُ عن رُكوب سيّارتي.
لماذا؟
لا أعلم.
كان من المعتاد أن أنزل كلّ يوم، وأن أستخدم "عزيزة"، سيّارتي اللذيذة، في كافّة مشاويري.
لماذا فكّرتُ يومها في مقاطعتها؟
ربّما أكون قد سئِمتُ أو مللتُ أو أردتُ التغيير؛ هذا جائز.
بَيْدَ أنّني لم أفكِّر طويلاً في "لماذا". فأنا حرٌّ في استخدام سيّارتي، وحرّ في عدم استخدامها.

وفي اليوم التالي لم أبرَحْ منزلي.
ثم تصادف بعدها أنّه كان لا بد لي من الذهاب إلى مكان بعيد.. بعيد جدّاً.. إلى آخر الدنيا!
ـ

أكمل القراءة هُنا

الجمعة، نوفمبر ١٩، ٢٠٠٤

كان يا ما كان

قلّبتُ في أَوراقي القَديمة.. ودُهِشتُ أنّني كتبت الحدّوتة التالية منذ 13 عاماً..
مَصدَر الدّهشة الأكبر، هي أنّني لم أجِد الكثير لتغييره بِها، اللهمّ إلاّ تعديلات نادِرة في اللغة، لا في المضمون

كان يا ما كان...

كان يا ما كان زمان قبيلة
كان أفرادُها يعملون ليأكلوا..
كانوا يتنفّسون، ويأكلون، ويشربون،
ويتزاوجون، ويتصارعون..
وينامون..
ـ


أكمل القراءة هُنا

الثلاثاء، نوفمبر ٠٩، ٢٠٠٤

شُكراً.. بن لادِن

ـ
"شُكراً.. بِن لادن" عنوان كتاب نشرته دار مصر المحروسة يجمع بعضاً من مقالات الكاتب سيّد القمنيّ في أعقاب أحداِث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١، وفيه يتناول الكاتب-ذي الآراء والأبحاث المثيرة للمشاكل-كيف أنّ أحداث سبتمبر لها أثر إيجابيّ ينبّه العالم لخطورة التيّارات الراديكاليّة الدينيّة على الحضارة الحديثة، ضارباً أمثلة بالحالة المصريّة.

ليس من أجل هذا أشكُر بِن لادِن هُنا، ولكن

الأحد، نوفمبر ٠٧، ٢٠٠٤

عَكننة... ـ

غصّة في عُنقي..
عَكننة.. قَرْيَفة..
تعبيرات مصريّة رائعة تفوق تِلك التعبيرات الحديثة كالاكتئاب أو الإحباط وكلام الكُتُب...

ـ مالك؟
ـ لا أعرِف
ـ أضغاث أحلام؟ لم تنَم جيّداً؟
ـ ربّما
شيء ما غالباً أبسط من أن أُلاحِظه. كحشرةٍ لدعتك تحت الجلد ثم صِرتَ تصبّ جام غضبك على الجوّ والشمس والقمر والسماء والحِذاء، والحقيقة في القرصة الملعونة...

ـ ضغط عَمَل
ـ ربّما
ـ "قرفان" مِمّن يرقصون على قبر عرفات قبل موت الرجُل؟
ـ أيرقصون؟ لا أعرِف.. على العموم المَوت راحة، والحيّ أبقى من الميّت

لا.. لقد عرِفت، وللأسف ما سرّ العكننة. لم أكُن أتصوّر أنّ شيئاً بسيطاً كهذا قد يُعكنِن عليّ. لكنّني أذكُر أنّني مثلاً كُنتُ أتعكنن ليومٍ أو أكثر حين يشتمني أحد في الطريق، وأدّعي أنّني لم أغضب أو حتّى لم ألتفِت. ـ

أكمل القراءة هُنا

ما يطلبه المتصفّحون




بوش وعرفات! معاً لأوّل مرّة...!
ـ

المقال الأصلي هنا

الجمعة، نوفمبر ٠٥، ٢٠٠٤

حول الديمقراطيّة المصريّة والشكوى الأزليّة 1) أكثر مِن ذكريات...ـ

لاحظ محمّد-محرّر "طقّ حنك"- أنّني لا أتكلّم كثيراً في السياسة الداخليّة، وبِها يقصِد السياسة المصريّة. وهو على حقّ، وملاحظات محمّد دائماً تدفعني إلى التفكير، فهي ملاحظات في الصميم. لكنّني بصفتي حالياً خارج البلاد، وبما أنّ السياسة المصريّة حالياً لم تحدُث فيها قفزات منذ التغيير الوزاريّ، فلم تأتِ الفُرصة لأعلّق على حدث سياسيّ مصريّ محدّد. اهتماماتي في الآونة الأخيرة تنصب على وسائل الإعلام وعلى ما قد يُسمّى بعلم نفس الجماهير أو دراسة كيفيّة تعبئة الجموع وشحنهم.

الشكوى الحالية من السياسة المصريّة هي نُدرة الديمقراطيّة، وهذه الشكوى أزليّة، فمصر عرِفت الديمقراطيّة بمعناها المعروف على الصعيد السياسي مدّةً قصيرة قبل ثورة يوليو. الشكوى تقول: ما هو القدر الكافي الّذي يفرّق بين أمّة مقهورة وأمّة تحكُم نفسها؟ وهل هذان هما الخياران الوحيدان؟


أكمل القراءة هُنا

الثلاثاء، نوفمبر ٠٢، ٢٠٠٤

ـ"سيبني لبُكرة الله يخلّيك" ـ

مهلاً مهلاً؟ هل تسرّعتُ وكنتُ أوّل من يُعلِن النبأ الكاذِب؟

في السياسة الأمريكيّة يجب أن يعترف المهزوم لكي يحتفل المُنتصِر...
ومنذُ دقائقَ قليلةٍ، خرج جون إدوارد المرشّح لمنصب نائب الرئيس الأمريكيّ، وقدّمه أحدهم كنائب الرئيس القادم (مع أنّ موقفه وكيري في الانتخابات لا يُحسَد أحد عليه). ـ


أكمل القراءة هُنا

فَوْزٌ لا رَيْبَ فيه

في الساعات الأخيرة من العدّ وفرز الأصوات، أضحى من الواضِح البَيِّن أنّ الرئيس الأمريكيّ جورج و. بوش سوف يحتفظ بمكانه، إذ سيُعاد انتخابه بفارِقٍ ضئيل ولكنّه حاسم.
ما زالت وسائل الإعلام تمارس لعبتها الأخيرة لإبقائنا -القرّاء والمشاهدين- على أعصابِنا ساهرين وقد تجاوزت الساعة منتصف الليل بتوقيت وسط الولايات المتّحدة. لكنّ الحقيقة الواقعة التي حاولت إنكارها لسويعات وما زال الديمقراطيّون (أعضاء الحزب الديمقراطيّ الأمريكيّ) ينكرونها، هي أنّ جورج بوش الثاني قد فاز فَوزاً بيِّناً لا رَيْبَ فيه، وليس هذا الفوز الصعب هو مربط الفرس، بل قد فاز الحزب الجمهوريّ بأغلبيّة مجلسي الشيوخ والنوّاب، ومازال حُكّام الولايات الجمهوريّون يفوقون الديمقراطيّين عدداً: الخلاصة لكلّ لبيب: الجمهوريّون هم الأقوى، وهم الذين يريدهم الأمريكان. أضعف هؤلاء الجمهوريّين الفائزين هو بالطبع الرئيس الفائز "بالعافية" الذي سيخرج بعد دقائق من عنق زجاجة الانتخابات (والله أعلم متى سيخرج من عُنق زجاجة الحرب).
ـ


أكمل القراءة هُنا

الاثنين، نوفمبر ٠١، ٢٠٠٤

انتخِبوني... ولَكِن

ـ"انتخِبوني ولكنّني لستُ خيرَ مَن يمَثِّلُكُم..."
هل تتصوّر أيّها القارئ أن تسمع عِبارةً كهذه من أيّ مُرَشّحٍ لأيّة انتِخابات؟
أعتقد أن الإجابة بالنفي، ليس لأنّ كلّ مرشّح "يظنّ" أنّه خير من يُمَثِّل ناخبيه، بل لأنّ كلّ مرشّح "مضطرّ" أن يقول هذا لناخبيه. فالجماهير لا تُحِبّ المُرَشّح المتردد، ولا يريدونه يذكِّرهم بضعفهم، بل يريدون مُرَشَّحاً يعبّر عن قوّةٍ ليست فيهم، وبطولة يحلمون بها، وهيبةٍ يخافونها. والموضوع جادّ أيضاً، إنّها انتخابات وليست لُعبة، الفوز يعني مال وجاه وسلطان!
لإرضاء الجماهير والقِطعان البشريّة، يُضطرّ المرشحون أحياناً إلى التجمُّل –لا أريد أن أقول الكذب- بادّعاء بعض ما لا يملكون من خِصال، وبالوعد بما لا قِبل لهم بِه من أعمال.
ـ

أكمل القراءة هُنا

الأحد، أكتوبر ٣١، ٢٠٠٤

Ossama Bin Moore!!

Ossama (Osama) Bin Moore

This is the first time ever I write an English post in this Arabic blog*. I thought, however, that it is important to summarize -in English- my latest post about Bin Laden's latest tape.

I am so surprised that some respectable media figures are trying to analyze whether this tape will enhance or threaten Bush's lead in the polls. To me, it's obviously a pro-Bush event.
While some conspiracy-theory sites think the tape may be fake- and they may be right, I can't confirm that and I can't agree or disagree. What amazes me is the timing.

Click here to read the rest of the article.

أسامة بِن موور

مِن فرط قراءتي لمواقع تتبنّى نظريّات المؤامرة، وبالأخصّ هذا الموقع النشِط المليء بالأنباء والوصلات التي تثير القلق وتربك المعدة ولكنّها أحياناً تفتح المخ، صِرتُ لا أصدّق مُعظَم ما أسمع لأوّل وهلة، بل ولا أصدّق ما أسمع في الأنباء غالِباً، خاصّةً لو كان يتّفق بالتحديد مع ما توقّعه أهل الفِطنة من المحللين المغضوب عليهم.

ما الحِكاية؟
الحِكاية ليسَت جديدة، وقد ملّ أكثرُكم من سماعِها هذا الأسبوع، إنّها بشأن الشريط الأخير التي أذاعته شبكة الجزيرة، والمنسوب لأسامة بِن لادِن المَدعوّ "زعيم" تنظيم القاعِدة، ذلك التنظيم الزئبقيّ الذي يظهر ويختفي على الساحة العامّة، من خِلال شرائط مسموعة ومرئيّة وخِطابات مسموعة ومرئيّة تتناقلها القنوات العربيّة تارّة، ومواقِع الإنترنِت مجهولة الهويّة تارةً أُخرى.
ـ

أكمل القراءة هُنا

الخميس، أكتوبر ٢١، ٢٠٠٤

هاها! أمينة خيري -مراسلة "الحياة"- تسمّيني الـ"بلوغر" اللاطِم!! ـ


ـ "الجواب باين من عِنوانه" والخبر واضح، فقد قرّرت صحفيّة بجريدة الحياة سَبر أغوار عالم الـ"بَلْوَجة" المصريّة (كما أسمّيها أنا) أو فنّ تدوين اليوميّات أو السجلاّت الإلكترونيّة.
ويبدو أنّ كاتبة المقال -أمينة خيري- قرأت ذلك التعليق الذي كتبته، وظنّت أنّني كُنتُ "ألطُم" وأنا أقول "يا للمُصيبة"، وتنفيذاً لتعهُّدي السابق، فأنا لن أطيل التعليق على الخبر هنا، بل كلّ ما فعلته أن سارعتُ بشكر الصحفيّة للاعتراف بي وبالمصريّين من كُتّاب الإنترنت وأوضحتَ لها أنّني لم ألطُم ولم أُقسِم، وسوف أقول لكُم رأيي في ما كتبت بعد أن أقرأ ردّها (إن ردّت على تعليقي). ـ

أكمل القراءة هُنا

الجمعة، أكتوبر ١٥، ٢٠٠٤

وقعت في شرّ أقوالي

لا شكّ أنّني خُضتُ في مستنقع يصعب الخروج مِنه حين اخترتُ أن أتطرّق لفن خِداع القرّاء والمستمعين أو ما أسمَيتُه بفنّ "الضحك على الذقون (الدقون)". فأنا نفسي أكتُب وأتحدّث كثيراً، وبالطبع أنا لا أكتُب لمجرّد تفريغ أفكاري، وإلاّ لفعلت ذلك على الورق ولما اخترتُ أن أنشُرَ ما أكتُبه. لكنّني دخلتُ المُستنقع حين اخترتُ نقد الخِداع والتحذير مِنْه، بينما أنا أكتُبُ أيضاً للتعبير عن أفكاري، وبالطبع لمشاركتها مع القُرّاء، ولا شكّ أنّ أملي ورجائي وطمعي هو أنْ تُعجِب أفكاري القارئ، بل أن يقتَنِع ببعضِها، بل أن تغيّر شيئاً في منظومة أفكاره، سواء بإضافة معلومة، أو إثارة تساؤل، أو تحدّي فكرة مُسبَِقة لديه.
أجل! لديّ أهداف، لا أُخفيها. ولديّ تصوّر أيضاً عن كيفيّة الخِداع، وأحذّر قارئي من كافّة أنواع الخِداع. أيّ موقف هذا الذي أقف فيه؟ لقد وقعتُ في "شرّ أقوالي" وربّما في "خَيْرِها"، فلا شكّ أنّ قارئي سيصير أكثر تحفّزاً تجاه قبول أيّة فكرة أكتبها، متوجِّساً خيفةً، متأهِّباً لالتقاط علامات الخِداع، مشكِّكاً في كلّ زعمٍ أزعمه، ممحِّصاً كلّ ما أكتُب. نعم! لقد وضعتُ نفسي في موقف صعب، وأنا نفسي أعترف بأنّني بعيد كلّ البُعد عن العِصمة من الخِداع. لستُ معصوماً وربّما لستُ صافيَ النيّة بدرجة تامّة. أحياناً ما أتفادى بعض الأمثلة خشية انقلاب الحُجّة ضدّي، وأحياناً ما أبالغ في الهجوم في اتّجاه ما، وأحياناً ما أضع الكثير من الحجج جنباً إلى جنب لتعضيد فكرة دون أخرى. ـ


أكمل القراءة هُنا

النبل وأشياء أخرى... ـ

لم أكُنْ أعرِف الكثير عن "علي سالم"، الكاتب المسرحيّ والمفكِّر المصري حين رأيتُه لأوّل مرّة (وكانت هي المرّة الوحيدة حتّى الآن!). كان هذا منذ ما يقرُب من عشرة أعوام (ربّما أكثر أو أقل) حين حضرتُ مع أحد أصدقائي ندوةً ثقافيّةً رمضانيّة عن المسرح (حين كان رمضان يأتي في قلب الصَيْف) أقامتها الهيئة المصريّة العامّة للكتاب في مقرّها بكورنيش النيل بالقاهرة.


أكمل القراءة هُنا

الخميس، أكتوبر ١٤، ٢٠٠٤

أفيون الشعوب؟

تعقيب: أفيون الشعوب؟

بدأ بعض القرّاء بالفعل يتركون التعليقات، وأنا على ذلك أشكرهم بشدّة. وبالطبع، تدفعني بعض التعليقات أيضاً إلى المزيد من التفكير، ومنها تعليق وقّعته "مافي" مشيرةً إلى مقولة شهيرة تُنسب لكارل ماركس، وهي أنّ "الدين أفيون الشُعوب".
هذا القَوْلُ في حدّ ذاته يبدو بسيطاً، لكنّه -ربّما مثل عقلي- مُعَقَّد بالفعل. وإٍنْ كان البعضُ يتّخذون قَوْلَ ماركس هذا ’ديناً‘، فالبعضُ -وهم غالباً أكثر- يعتَبِرونه كُفراً. وأنا أقول للبعض "الأولانيين" وللبعض "الآخرين" مهلاً مهلاً. لنتناول المَقولة بهدوء وعقلانيّة ونفهمها ونتفهّمها كي نستطيع التفاهُم بأسلوب آدمي إنسانيّ ناضح راشد. ـ

أكمل القراءة هُنا

الخميس، سبتمبر ١٦، ٢٠٠٤

الأهرام يتناول استطلاع الجزيرة... ـ

انتابني بعض الخوف الممزوج بقليل من الفخر الطفوليّ اليوم، حين أدركت -أثناء متابعتي لزيارات الموقع- أنّ أحدهم قد دخل موقعي عن طريق بحث في برنامج "جوجل" عن كلمة "القاعدة"! يا للمصيبة! مالي وما للقاعدة؟ لا جئتُ بجانبهم ولا جاءوا بجانبي. ـ

أكمل القراءة هُنا

الجمعة، سبتمبر ١٠، ٢٠٠٤

آسف... أهنتُ إِلهكم! الخطأ غير مقصود!! ـ



هذا الخبر طريف، ويبدو من اعتذار المخرج -الذي هو نفسه المُنتِج والبطل- أنّه ورّط نفسه، وأنّه آسف بالفعل. وتنفيذاً لمبدأ حُسن النيّة المتّبع -معظم الأحيان- في هذا المَوقِع، فلنقل أنّه أساء التصرّف وحسب.
لكنّ الخُلاصة واحدة للأسف، عدم الاحترام يقع دائماً على من لا يجد من يُدافِع عنه.
لا يستطيع مخرج هوليوودي في يومِنا هذا السخرية من قريب أو بعيد من اليهوديّة أو معتقداتها. أمّا السخرية الهوليووديّة من الإسلام فتأتي عامّةً غير مباشرة. والسائد حالياً أنّ السخرية من الكاثوليك والعرب أكثر قبولاً من السخرية من غيرِهم.
لكِنْ، جاء نصيب بوذا المسكين في هذا الفيلم. ـ


أكمل القراءة هُنا

الجمعة، يوليو ٣٠، ٢٠٠٤

فن الضحك على الدقون- مثال من موقع الجزيرة

مقتل وإصابة 115 شخصا بانفجار ضخم ببلجيكا
باول في بغداد وارتفاع قتلى الفلوجة إلى 13

كلّما اتُّهِمت قناة الجزيرة أو شبكتها الإعلاميّة على الإنترنت بالانحياز أو أحياناً بالتواطؤ مع قوى إرهابيّة، أجاب العاملون والكتّاب بتلك الشبكة بمتلازمة الإجابات التالية: نحن نعرض الرأي والرأي الآخر، نحن نغطي الحرب على "ما يسمى بالإرهاب" تغطية موضوعية على عكس الإعلام "الغربيّ"، نحن مظلومون من الحكومات العربيّة المتواطئة مع الغرب (ما عدا حكومة قطر بالتأكيد)، وهكذا…
ويجد كلام "الجزيرة" وممثلوها صدىً لدى الجميع، وحتى لديّ، لدرجة تجعلني أحياناً أصدقهم ببراءة المشاهد العادي. فأنا وغيري نعرف جيّداً أن الشبكات الإعلاميّة الكُبرى في الولايات المتّحدة (من حيث تأثيرها في الأعداد) هي الأخرى منحازة موجّهة ولا تغطي أيّ شيء تغطيةً إعلاميّة موضوعيّة عادلة، بما في ذلك الفن والرياضة.

ولأنّه من المستحيل أن توجد "تغطية موضوعيّة"، فالقارئ والمشاهد لا يتوقّعان تلك الفضيلة الغائبة من أيّ جهة إعلاميّة، لكنّ القراء والمشاهدين –وأنا منهم— نطالب أيّ إنسان يكتب خبراً أو يتلوه، أن يحترم آدميّتنا وعقلنا، وأن يحترم أيضاً آدميّته وعقله هو الآخر.
لذلك، فأنا قد قرّرت النظر بالكثير من الانتباه لما أحبّ أن أسمّيه "فن الضحك على الدقون"، وهو فنّ قديم قدم تعلّم الإنسان فنّ الاتّصال بالإشارة والكلام قبل ولادة وسائل الإعلام. و"فنّ الضحك على الدقون" والاستخفاف بالعقول هو الصورة السلبيّة لفنّ جيّد ومطلوب، ألا وهو فنّ الإقناع والتأثير. فلا يوجد ما يمنع أن يبحث "المُرسِل" عن التأثير الفعّال في "المُستقبِل"، وإلاّ ما وُجِدت أيّ خطب سياسيّة أو دينّية أو إنسانيّة. لكنْ لا بدّ أن يتمّ هذا التأثير والإقناع في إطار من الاحترام الحقيقيّ لآدمية الجميع، فنحنُ لسنا قطعاناً وإن كنّا قد سلكنا في أيّ وقت مضى كأغنام ضالّة، فلا شكّ أنّنا لا نريد أن نعامل كالأغنام بعد اليوم.
ـ

أكمل القراءة هُنا

الجمعة، يوليو ١٦، ٢٠٠٤

4 "وَسَّع مِن وِشّ العُقَلاء"

4) "أحسن مِ الشرف ما فيش"

اليوم ونحن في منتصف شهر يوليو من 2004 م، ما زالت لقطات الفصل الأول من محاكمة الرئيس العراقيّ السابق صدام حسين المجيد التكريتي عالقة بالأذهان.
في هذه المحاكمة الطريفة التليفزيونيّة تلا القاضي على الرئيس المخلوع قائمة بالاتّهامات الموَجّهة له، وكان من تلك الاتّهامات غزوه للكويت في 1990، وأجاب المتهم الأبيّ مستنكراً على القاضي أن يكون عراقيّاَ ويذكر الكويت كبلد ذي سيادة، مؤكِّداً أن مواطني الكويت كلاب وأنّهم أرادوا أن يجعلوا من نساء العراق عاهرات.
وليس الاتّهام الأخير بالغريب كمبرر لغزو الكويت، فحيثُ إنّ البعض يسمّون الدعارة "أقدم مهنة في التاريخ"، فلا شكّ أنّ الصراع بين البشر من أجل العِرض أو الشرف، ومن ثمّ حروب الشرف، هي من أقدم الحروب في التاريخ.
وكم من قتلى قد سقطوا لحماية شرف بعض النساء، أو للدفاع عن سمعتهن، أو الانتقام ممن تحرّش بهن، إلخ... وكم من هذه الحالات كانت –ويا للأسف— مجرد أكاذيب! ـ

أكمل القراءة هُنا

الأربعاء، يوليو ١٤، ٢٠٠٤

3 "وَسَّع مِن وِشّ العُقَلاء"

3) حكمة هذا الجيل؟ أبيض وأسود!
بدأتُ سلسلة مكاتيبي بتخوّفي من تناقص الحكمة والعقلانيّة في ما أقرؤه وأسمعه يوماً بعد يوم، وتخوّفي هذا نابع من ظنّ –يعلم الله وحده مدى صحته— أنّ ما أسميه حكمة وعقلانيّة هم أفضل لي وللبشر جميعاً مما أراه حماقة و"حمقةً". والـ"حمقة" مصطلح نستخدمه في العاميّة المصريّة تعبيراً عن درجة من الغضب غالباً ما يعبّر المرء عنها بمزيج من التصرفات التي أعتبرها أنا شخصيّاً حمقاء متسرعة. ويكثر القول لدى المصريين لمن يبلغ تلك المرحلة من الغضب: "ما لك محموق ليه؟ هدّي نفسك!" وينطوي هذا القول على تلميح واضح بأنّ الـ"محموق" لا ينبغي أن يتخذ قراراً قد يندم عليه في ما بعد، بل يفضّل أن يهدأ، ولو بشرب قدحاً من الليمون أو الـ"عنّاب"، ربما اهتدى إلى تصرف حكيم.
وقد نبّهت قرّائي في بداية سلسلة مكاتيبي عن العقلانيّة، بأنّني –رغم إيماني بأنّ ما أسميه عقلانيّةً صفة حميدة— قد أكون أنا الذي فقدت عقلي، لأنّني أرى يوماً بعد يوم "حكماء هذا الجيل" لا يمارسون الحكمة التي أعرفها وأسعى لنوالها. ومرّة أخرى، فـ"حكمة هذا الجيل" تعلم بني هذا الجيل أنّ ما أجمع عليه القوم وتعارفوا عليه هو العقل بعينه، و"العقل زينة"، فطوبى للعقلاء. ولا شكّ أن قصّة "نهر الجنون" الشهيرة والتي كتبها جبران قصّة قصيرة، وكتبها توفيق الحكيم مسرحيّةً قصيرة، والله أعلم بمصدرها الأول، هي خير مثال على نسبيّة العقل والحكمة بين الأجيال. ففي القصة الشهيرة، سمم الأعداء نهر المملكة بدواء يصيب بالجنون، فأصيب الجميع بالداء عدا الملك ووزيره؛ إلاّ أنّ الأخيرََين اتُّهِما بالجنون لمخالفتهم "حكمة المملكة"، حكمة المجانين! فكان أن اتّخذ الملك والوزير القرار الحكيم، وشربا من نهر الجنون، واحتفظا بمنصبيهما وحفظا مقاميهما.

أكمل القراءة هُنا

2 "وَسَّع مِن وِشّ العُقَلاء"

2) أحمق واحد يكفي

بدأتُ سلسلة مكاتيبي في تلك اليوميّات المسماة "بلوج" (بتسكين الباء وتخفيف مد الواو أو تحويله ضمّة)، بالإنجليزيّة
Blog = Web log
بدأتُها بتحسري على غياب ما أظنه العقل والعقلانية، الحكمة والموضوعيّة، النضج والرزانة.
ولا أستطيع أن أمنع نفسي من التوقف لتذكر قصّة، قرأها عليّ صديقي "هاني وجيه" منذ أكثر من عشرة أعوام، وللأسف لا أعرف من كاتبها وما جنسيّ

أكمل القراءة هُنا

1 "وَسَّع مِن وِشّ العُقَلاء"

1) من العنعنات ما قتل!

لا أدري لماذا يتزايد لديّ ذلك الشعور أنّ من حولي قد فقدوا عقولهم، أو بمعنى أدق: فقدوا العقلانيّة والمنطقيّة، بل والحكمة والنضج. وكما يتضّح للقارئ الفطن من العبارة السابقة ، فبما أنني استخدمتُ الفعل "فقد" في الزمن الماضي، فأنا أعني أنّ "من حولي" كانوا يتمتعون بقدر من العقلانيّة والحكمة والنضج، ثم فقدوها. وهذا الزعم لا أستطيع تأكيده، لكنني أستطيع تأكيد شعوري المتزايد بأن من يكتبون على صفحات الإنترنت والجرائد الورقية، ومن يتحدثون من المنابر الدينيّة والسياسية قد صاروا أقل حكمةً وعقلانيّةً ونضجاً من ذي قبل؛ وربما تكون الحقيقة هي أنّهم كانوا دائماً فاقدين تلك الصفات الحميدة، لكنّ "خلقهم قد ضاق" فلم يعودوا يتجمّلون بها. وبالطبع سأُعرِّف –بعد لحظات— ما أقصده بالعقلانيّة وأخواتها من المصطلحات التي أستخدمها بكثرة في هذا المكتوب!
أظنّ أنّ القارئ الفطِن أيضاً قد بدأ يفكِّر في أمرين، أوّلهما مثير للعداوة وثانيهما مثير للشفقة. أمّا ما قد يثير عداوة قارئي فهو تخوفّه من كوني أضعه ضمن قائمة من فقدوا العقل أو العقلانيّة، خاصةً إِنْ ذكرتُ في ما يلي أيّ مثال على سلوك لا عقلاني، وكان –لسوء حظي— ذلك سلوكاً اعتاد قارئي عليه. لا أستطيع تفادي تلك الخطيئة، وأيّة خطيئة يسقط فيها كاتب "عاقل" أكبر من أن يخسر "زبونه" القارئ؟ ولكن أنّى لي بتفادي إغضاب القراء إن كنت لا أعرفهم؟! وأمّا ما قد يثير شفقة قارئي وربما ازدراءه، فهو السؤال التلقائي الذي سيراوده حين يسمع من يقول: "لماذا فقد من حولي عقولهم؟"؛ وبالطبع سيبتسم السامع ويغمز: من الذي فقد عقله بالضبط، أنت أم من حولك؟



أكمل القراءة هُنا

eXTReMe Tracker